الأربعاء، 17 أغسطس 2011

الرأسمالية..1

هل هى ظاهرة اجتماعية؟ أم هى نظرية لها قواعدها وأسسها؟
هل لها أنماطها التى تختلف من دولة لأخرى ؟ أم أنها ثابتة فى كل مكان؟
هل تطورت بمرور الزمن ؟ أم أنها ثابتة منذ أن عرفناها؟

أسئلة كثيرة من هذا القبيل طُرحت على من كثير من أصدقائى ، فقررت أن أبحث لأصل إلى النتيجة،لأنى كنت أجهلها أيضاً

للنظام الرأسمالى مصطلح آخر هو" نظام السوق" ، ورغم أن السوق ليس إلا جزءاً من الرأسمالية إلا أنه جزءاً جوهرياً وأساسياً لقيامها
عرف الإنسان التجارة والتبادل التجارى منذ القِدم، فكانت تقتصر على إشباع حاجات الناس الأساسية ، أى أن حاجات الناس كانت تتحكم فى السوق، حيث يجتمع محموعة من الأفراد"التجار" فى مكان محدد"السوق" وفى مواسم معينة ، لتبادل السلع، وكانت تلك الأسواق تتسم بطابع "الشمولية"فالرجل الذى يتاجر فى المواشى هو نفسه الذى يتاجر فى الذهب ، والذى يتاجر فى الذهب هو نفسه الذى يتاجر فى الخشب وهكذا..

فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر ، عُرفت الاكتشافات الجغرافية فيما عُرف ب"الثورة الجغرافية" وأدى ذلك إلى التوسع فى التجارة ، ومع تمدن الشعوب ظهرت الحاجة إلى أسواق دائمة ، فى هذه الفترة كان "السوق" يعتمد بشكل أساسى على التاجر،فهو يجلب البضاعة من مكان ليبيعها فى مكان آخر ، وكيفما تحسنت حالة التاجر، تحسنت حالة السوق

فى القرنين السابع عشر والثامن عشر عُرفت الثورة الصناعية ، وكان آدم سميث قد دعا قبلها إلى "التخصص" فقال " إن الثروة ليست بالمال أو الذهب أو تلك المظاهر،إنما الثروة فى الإنتاج وخصوصا الإنتاج الصناعى" ومن هنا ظهر التخصص، فكل تاجر تخصص فى سلعة معينة يتاجر بها،حينها تحولت السيطرة على السوق من "التاجر" إلى " المُصنع"،فاتسعت الأسواق وتخصصت هى الأخرى، فظهرت أسواق المواشى وأسواق الذهب وأسواق الخشب وهكذا..

إذن ف"الرأسمالية" ليست نظرية-كالإشتراكية- وليست قاعدة علمية لها كتبها وقواعدها ، بل هى ظاهرة اجتماعية تطورت بمرور الزمن وتلائمت مع ظروف مجتمعاتها ،وطُبقت بأساليب شتى فى أماكن شتى ، لكن نستطيع القول أنه منذ منتصف القرن التاسع عشر حينما كانت بريطانيا وفرنسا قد أتمتا نهضة أقتصادية وأمريكا وألمانيا على وشك إتمامها ، بدأت الرأسمالية تسلك منحنى آخر أو ربما منحنى أكثر تطوراً ، حيث بدأ التنظير لها لتتمكن من مجابهة المشاكل التى هى عرضة لها خاصة مع ظهور كارل ماركس الذى تنبأ بسقوط الرأسمالية فى أكثر الدول تقدماً وإحلالها بالإشتراكية... وللحديث بقية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق